responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل السياسية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 495
الخوف. وإن شاء كبسهم ليقطع نظامهم، أو ليقتطع القطعة منهم.
قال حميد: فهذه هي مفاخرهم وخصالهم، التي لها كره القوّاد لقاءهم.
قال قاسم بن سيّار: وخصلة أخرى، وهي التي رعبت القلوب وخلعتها، ونقضت العزائم وفسختها، وهو ما تسمع الأجناد ومقاتلة العوامّ، من ضرب المثل بالخوارج، كقول الشاعر:
إذا ما البخيل والمحاذر للقرى ... رأى الضّيف مثل الأزرقيّ المجفّف
وكقول الآخر:
وقلب ودّ حال عن عهده ... والسّيف ينبو بيد الشّاري
وكقول الآخر:
لقاء الأسد أهون من لقاه ... إذا التحكيم يسهر بالأصيل
فهذه زيادة قاسم بن سيّار.
[15- خصال الاتراك]
فأمّا حميد فإنّه قال:
الشّدّة الأولى التركيّ فيها أحمد [أثرا، وأجمع] أمرا، وأحكم شأنا؛ لأنّ التركيّ من أجل أن تصدق شدّته ويتمكّن عزمه، ولا يكون مشترك العزم ولا منقسم لخواطر، قد عوّد برذونه ألّا ينثني وإن ثناه، أن يملا فروجه للأمر يديره مرّة أو مرّتين، وإلّا فإنّه لا يدع سننه، ولا يقطع ركضه. وإنّما أراد التركيّ أن يوئس نفسه من البدوات، ومن أن يعتريه التكذيب بعد الاعتزام، لهول [اللقا] ، وحبّ الحياة؛ لأنّه إذا علم أنه قد صيّر برذونه إلى هذه الغاية حتّى لا ينثني ولا يجيبه إلى التصرّف معه إلّا بأن يصنع شيئا بين الصّفّين فيه عطبه، لم يقدم على الشّدّة إلّا بعد إحكام الأمر، والبصرة

اسم الکتاب : الرسائل السياسية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست